(المشهد السادس )
( يظهر الراوي الذي يخاطب الجمهور : وهكذا فقد رأينا جميعا ما فعله بايرون حين قتل بيشاي و لافوروس على هذا النحو الذي يندى له الجبين . و في هذا المشهد ، سنطلع على المواجهة العنيفة و الحوار الحاد بين بايرون و كيبيرا ، و ذلك عندما يريد بايرون إجبار كيبيرا على الذهاب معه لتدمير مدينة نوتار ، الأمر الذي يعتبره كيبيرا حربا ظالمة يرفض الإشتراك فيها . و لنكن جميعا مطلعين على مقتل كيبيرا و عودة بايرون إلى صوابه و ندمه على ما فعله بأصحابه . و لنكن أيضا شهودا في جنازة أصحاب بايرون و ما أحس به من ألم عميق لفقدانهم )
( يضاء المسرح ، حيث يظهر بايرون مع أمه و زوجته و حاشيته و هم ينتظرون قدوم القائد كيبيرا لتهنئته على الانتصار على مملكة فيردن )
مالموريا : هنيئا لك يا ولدي بأخيك كيبيرا ؛ فلقد أرضاك و أرضانا بهذا لنصر .
بايرون : إنني فخور بهذا الرجل الشجاع الذي لم تنجب الإمبراطورية مثله.
مالموريا : ألن يأتي معه بيشاي و لافوروس ؟
بايرون ( مضطربا ) : إنهما في مهمة أخرى . ( يدخل الحاجب ) .
الحاجب : سيدي الإمبراطور ، لقد حضر القائد كيبيرا . ( بعد قليل يدخل كيبيرا فينهض بايرون لاستقباله )
بايرون : حييت أيها القائد الفذ كيبيرا . إنه لشرف كبير أن تدخل علي مكللا بالنصر و رافعا مجد الإمبراطورية عاليا .
كيبيرا : ما فعلت ذلك إلا لمصلحة الإمبراطورية .
بايرون : بوركتم على هذا النصر يا كيبيرا .
راشيل : أرأيت يا بايرون ؟ هؤلاء هم رجالك .
بايرون : صدقت ؛ فمن الصعب علي أن أرى رجالا مثل كيبيرا .
كيبيرا : هذا شرف كبير لي سيدي .
بايرون : حسنا يا كيبيرا ، أنت متعب بلا شك . اذهب لترى زوجتك و ولدك.
كيبيرا : إن أذن لي سيدي أن أسأل هذا السؤال قبل أن أذهب .
بايرون : سل يا كيبيرا .
كيبيرا : ألم تقل لي إنك سترسل بيشاي و لافوروس على رأس قوة الدعم يا سيدي ؟
بايرون : و ما المهم من ذلك يا كيبيرا ؟
كيبيرا : أقصد أنهما لم يأتيا إلي ، مما أثار دهشتي .
بايرون : لقد أرسلتهما في مهمة أخرى .
كيبيرا : من الغريب أن أعرف أنهما في هذه المهمة ؛ لأنك وعدتني بأن ترسلهما إلي .
بايرون : أعلم أنه قد فاتهما شرف الانتصار معك ، ولكنهما سيفعلان ذلك في المعارك القادمة .
كيبيرا : ما الذي حدث لهما يا سيدي ؟
بايرون : ما الذي تحاول أن تصل إليه يا كيبيرا ؟
كيبيرا : لقد علمت بما حل بهما .
بايرون : إذن ، فلقد علمت أنني ........
كيبيرا : نعم يا سيدي ، لقد عرفت أنك قتلتهما بسبب اتهامهما بالخيانة ، و لقد شعرت بصدمة قاسية لذلك . ( ينظر الجميع باستغراب إلى بايرون ، بينما لا يبالي بايرون بنظراتهم إليه )
مالموريا : لم أخفيت هذا الأمر عنا يا بني ؟
راشيل ( مترددة ) : أحقا قتلتهما يا بايرون ؟
بايرون : نعم . لقد تصرفت هذا التصرف لمصلحة الإمبراطورية ؛ فلقد حاولا الإيقاع بي إلا أنهما وقعا في حبائل أفعالهما، و إنني لست نادما على ما فعلته بهما .
كيبيرا : أقتلتهما بسبب تهمة باطلة ؟ إنني اعتدت أن أسمع أحاديثهما الحسنة عنك و عن وفائهما لك ، و لم أتصور بأنك ستبطش بهما .
بايرون ( غاضبا ) : كفى يا كيبيرا. لقد تطاولت في كلامك و اعلم أنني لو لم أصبر على ما قلته لي الآن لعاقبتك بقسوة .
كيبيرا : لماذا ؟ ألأنني قلت الصواب ؟
بايرون : إنني أحذرك يا كيبيرا من أن تفاتحني بهذا الأمر مرة أخرى . لقد غدرا بثقتي لهما فاستحقا الموت .
كيبيرا : إذن ، فلماذا لم تعتبرني خائنا مثلهما ؟
بايرون : لأنني أعرفك جيدا يا كيبيرا ؛ فأنت لست من ذلك المثل السيء من الرجال ، و حسبك أنك أخي و صديقي .
كيبيرا : حسنا ، أتأذن لي بالانصراف ؟
بايرون : كما تريد يا كيبيرا ، ولكن لا تنس أن تأتي إلي غدا ؛ لأنني أريدك في أمر هام ( يذهب كيبيرا ) سأعرف حقيقتك جيدا يا كيبيرا .
راشيل : هون على نفسك يا بايرون ؛ فكيبيرا ليس من الخونة و الأنذال .
بايرون : سنعرف هذا غدا يا راشيل .
( يطفأ المسرح قليلا ثم يضاء على قاعة العرش حيث يكون بايرون جالسا مع أمه و زوجته و الحاشية من حولهم . يدخل القائد كيبيرا )
كيبيرا : أسعدت صباحا يا سيدي الإمبراطور .
بايرون : لقد جئت في وقتك المناسب يا كيبيرا .
كيبيرا : إنني مستعد لتنفيذ ما تأمرني به في الحال .
بايرون : لهذا أريدك لمهمة أخرى يا كيبيرا .
كيبيرا : و ما هي يا سيدي الإمبراطور؟
رديارد: سأذهب أنا و أنت على رأس جيش كبير إلى مدينة نوتار .
كيبيرا : و ما الهدف من ذلك يا سيدي ؟
بايرون : ما هذا السؤال السخيف ؟ بالطبع أريد سحقها و قتل من فيها ؛ فهم أعداء و يجب أن نقضي عليهم . ( يبدو عدم الرضا على كيبيرا ) ما بك ؟
كيبيرا : لا شيء يا سيدي .
بايرون : أهي مهمة صعبة ؟ لا تقلق ؛ إنها من أيسر المهمات على الإطلاق .
كيبيرا : أعرف ذلك ، ولكن .........
بايرون : ولكن ماذا ؟
كيبيرا : ولكن الذين يسكنونها أبرياء عزل .
بايرون ( بحدة ) : لا يهمني ذلك .
كيبيرا : سيدي ، إن أهلها فلاحون طيبون و بسطاء ، و لا وجود لمقاتل واحد فيها .
بايرون : هل لك أن تثبت لي ذلك ؟
كيبيرا : نعم يا سيدي ؛ فلقد ذهبت مرة إلى هناك ووجدت أهلها أكرم الناس أخلاقا .
بايرون : ذلك لا يهمني ؛ لأنها إحدى مدن أعدائنا . فلتكن مستعدا لمهمتك يا كيبيرا .
كيبيرا : أرجو أن تعفيني منها يا سيدي .
بايرون : ماذا قلت ؟
كيبيرا : كما قلت الآن يا سيدي. لن أشارك في قتل الضعفاء هناك بغير حق .
رديارد: ذلك ما تقوله لي الآن يا كيبيرا . ألم تقتل في إحدى معاركنا امرأة من العدو ؟ ( يتألم كيبيرا لهذا الأمر )
كيبيرا : بلى ، لقد فعلت ذلك .
بايرون : و الآن لماذا ترفض الذهاب معي إلى القتال ؟
كيبيرا : لأنني أقسمت بعد تلك الحادثة ألا أمس الضعفاء بأذى .
بايرون : أتعني أنك لن تذهب ؟
كيبيرا : هو ما أقول .
بايرون : إنك لم تلتفت إلى ما كان يقوم به جنود العدو عندما كانوا يغيرون على مدن وحصون تابعة لنا ويقتلون من فيها دون رحمة .
كيبيرا : إنني أسمع عن أعمالهم تلك إلا أنني لا أريد في المقابل أن أحرمهم من زوجاتهم و أبنائهم .
بايرون : لن تؤثر بي مبادؤك ؛ لأنني قد عزمت على هذا الأمر و سأقوم به .
كيبيرا : إذن ، فقم بهذا الأمر وحدك و لا تجعلني شريكا لك في هذه الجريمة .
بايرون ( غاضبا ) : أتخالف أمري؟
كيبيرا : نعم .
بايرون : و ماذا عن قسمك الذي قطعته على نفسك بأن تكون مخلصا لي؟ هل ضاعت قيمته ؟
كيبيرا : إنني أعرف قسمي هذا ، ولكنني لن أجعله مبررا لأقتل به من لا ذنب لهم .
بايرون ( بحدة و غضب ) : ستذهب معي رغما عنك ؛ لأنني آمرك بهذا .
كيبيرا : لن أفعل .
بايرون : أيها الخائن الجبان ، ستموت على هذا .
كيبيرا : اقتلني بسيفك إذن ؛ فهذا خير لي من أن أصبح ظالما متعطشا لسفك الدماء .
بايرون ( صارخا ) : كيبيرا ، يجب عليك أن تطيعني في أمري هذا .
كيبيرا : أطيعك ؟ كلا ، بل سأخبرك بأنك أصبحت أنانيا يا بايرون . لقد صنعت مجدك كله على أكتافنا و لم تلتفت إلى ما قدمناه لك . ولقد ذهب بيشاي و لافوروس ضحيتان لأطماعك الرخيصة .
بايرون : كيف تجرؤ أيها .........
كيبيرا : إنك لن تخيفني بتهديدك مطلقا ، ولكنني في الوقت نفسه لا أحب لك أن تصبح من الظالمين.( يسكت بايرون هنيهة ، ثم يتقدم من كيبيرا و معالم الحزن على وجهه )
بايرون : أهكذا تفعل بصداقتي يا كيبيرا ؟ ألسنا أخوين حبيبين ؟ ألم نتعاهد على أن نكون معا في السراء و الضراء ؟
كيبيرا : بلى إنني أحبك و سأفديك بدمي ، ولكن عهدي لك لن يكون لظلم الآخرين . ( ما إن يجيب كيبيرا حتى يغضب بايرون ثانية )
بايرون : يكفي هذا التمرد يا كيبيرا ، يجب أن تطيعني و تذهب معي .
كيبيرا : إنني لست متمردا و إنما أنا حريص على أن تكون شريفا ، حتى في حربك .
بايرون : ستندم على ذلك .
كيبيرا : لن أشعر بأي ندم و سأخرج الآن. ( يهم كيبيرا بالخروج )
بايرون ( صارخا بغضب ) : إلى أين يا كيبيرا ؟ عد إلى هنا .
كيبيرا : سأرحل يا بايرون ، و لن أبقى هنا لحظة واحدة .
بايرون : إلى أين أنت ذاهب ؟
كيبيرا : إنني ذاهب إلى مدينة نوتار لأدافع عنها ضد ظلمك .
بايرون : إذن ستقاتل ضدي يا كيبيرا ؟
كيبيرا : بل سأقاتل ضد البغي و العدوان حتى و لو كنت وحدي . و أقسم أنني إن رأيتك هناك لأقتلنك .
بايرون ( بغضب مجنون ) : أبلغت بك الجرأة لتقول لي هذا ؟
كيبيرا : نعم . و الآن أودعك و أرجو أن ألتقيك في ميدان القتال. ( يمشي كيبيرا مبتعدا عنه ، عندئذ يفقد بايرون صوابه فيتناول رمحا من أحد الحراس )
بايرون : عد إلى هنا يا كيبيرا ( لا يلتفت إليه كيبيرا ، فيصرخ بأعلى صوته) لا تذهب يا كيبيرا..... ( يقذف بايرون بالرمح نحو كيبيرا فيصيبه في ظهره و ينفذ من صدره . يحس كيبيرا بحرارة الطعنة فيتحامل على نفسه و يسير بصعوبة إلى بايرون . في هذه اللحظة يعود بايرون إلى رشده ، فيسارع إلى كيبيرا الذي يجثو على و الدماء تسيل منه بغزارة . يحتضنه بايرون و هو يبكي )
كيبيرا ( متألما و حزينا ) : فيم البكاء يا بايرون ؟ لقد فعلتها يا أخي .
بايرون ( باكيا ) : ما هذا الذي فعلته ؟ أحقا أصبتك يا كيبيرا ؟
كيبيرا : لا عليك يا أخي .
( يجتمع حولهما الحاضرون و قد علا البكاء على وجوه بعضهم ) .
راشيل ( باكية بألم ) : يا لسوء ما فعلته يا بايرون ؛ لقد قتلت من أحببتهم جميعا . ( تخرج )
مالموريا ( معاتبة بحزن ) :أهكذا تفعل يا بني؟ ألم تفكر فيما سيحصل لزوجته و ابنه ؟
بايرون : بئس ما فعلته يا أمي . يا لقبح ما صنعته. ( يعانق كيبيرا) لا تمت يا كيبيرا ، لا تمت يا أخي .
كيبيرا : كفكف دموعك يا بايرون . ألا تذكر أيام الطفولة الرائعة عندما كنا معا ؟ إنني أحس أن دمي هو دمك . ( يغمس يده في دمه ثم يضم يد بايرون إليها ) لا تنسني يا بايرون ، و لا تنس بيشاي و لافوروس .
بايرون : لن أنساكم أبدا يا أحبابي . إن التقيتهما فقل لهما أن يصفحا عني . أرجوك افعل ذلك لأجلي يا كيبيرا .
كيبيرا : لك ذلك يا بايرون ، ولكنني أودعك الآن أمانة في عنقك ، فلا تفرط بها من أجلي .
بايرون : قل لي ما هي ـ فداك روحي ـ ؟
كيبيرا : زوجتي إيلينا و ولدي دورين ، إنني أدعهما تحت رعايتك ، فاعتن بهما ، و كن أبا حانيا على دورين و امنحه عطفك و رعايتك ، ولكن لا تذكره بي لئلا يحس بمرارة الألم و لئلا يكرهك إن علم أنك قاتل أبيه . إنني أثق بك يا بايرون .
بايرون : كما تريد يا كيبيرا .
كيبيرا : ثمة شيء آخر أوصيك به: كن نبيلا و عد إلى صورتك البيضاء الأولى ، و لا تدع الظنون تفسد صلتك بمن أحببت.( يشارف على الموت ) آه ..... ما أصعب الفراق يا بايرون ! لقد ألحقتني لأرى صديقي الحبيبين( يسند رأسه على كتف بايرون .عندئذ يدرك بايرون أنه قد مات )
بايرون ( صارخا ) : لا ، لا يا كيبيرا ، لا تمت ؛ إنني بحاجة إليك . هيا انهض أيها البطل ؛ فأنت نائم ( ينهار باكيا فوق جثمان كيبيرا . بعد ذلك يستل سيفه ) و الآن لن أعيش لحظة واحدة بعدكم يا أصحابي الأعزاء . ( يحاول قتل نفسه فيمنعه الحاضرون من ذلك .يصرخ بهم ) اتركوني ، عليكم اللعنة . بيشاي .........لافوروس ..كيبيرا....سألحق بكم عما قريب .
( يطفأ المسرح ثم يضاء بعد قليل ، حيث يظهر بايرون و أمه و زوجته و زوجة كيبيرا إيلينا و ابنه دورين مع جماعة من الحاضرين و هم يرتدون ثياب الحداد و يقفون صامتين أمام نعوش أصحاب بايرون . يغلب طابع الحزن و البكاء في بعض الأحيان على عدد من الحاضرين . يتقدم بايرون ليودع أصحابه )
بايرون : ماذا أقول لكم أيها الأصحاب الأوفياء ؟ إنني عاجز عن قول أية كلمة رثاء أودعكم بها. لقد قتلتكم أيها الشجعان ظلما و عدوانا ، و إن الحزن عليكم الآن ليمزق قلبي ؛ لأن الإمبراطورية بأسرها قد فقدتكم ، فيا للخسارة التي نالتنا جميعا . أصحابي و أحبابي ، أعلم أنكم الآن لا تسمعونني ؛ لأنكم انتقلتم إلى عالم أفضل . بحق الصداقة الحميمة التي بيننا ، أرجوكم أن تسامحوني . ( يلتفت بايرون إلى إيلينا و ابنها دورين ) لا أدري ماذا أقول لك يا إيلينا.( تنظر إليه نظرة ساخطة و الدموع تهمي من عينيها )
إيلينا : ماذا ستقول لي الآن ؟ ألا يكفي أنك قد حرمتني و ابني من زوجي الذي أحب ؟
بايرون ( بحزن ) : أدرك أنني مخطىء .
إيلينا : نعم ، أنت بالفعل مخطىء ؛ فلقد قتلت كيبيرا و كأنك تجهل أن له زوجة و ابنا . إنك لا تعلم كم أحرقت فؤادي عليه و كم سيقاسيه ابني حين يوقن بأنه لن يرى أباه بعد اليوم .
بايرون : إيلينا ........
إيلينا : ماذا لديك الآن لتقول لي ؟
بايرون : لقد كان كيبيرا أخي في الرضاعة و صديقي ، و إنني نادم على ما فعلته أشد الندم ، و سأكفر عن إثمي هذا .
إيلينا : تكفر عن خطيئتك ؟ و بماذا ؟
بايرون : ستعيشين عندي معززة مكرمة و سيكون دورين كابن لي ، و إن لم يكن كذلك فهو ابن أخي ، و سأعمل على أن أحقق لك ما يرضيك .
إيلينا : لست بحاجة إليك .
بايرون : إنها ليست رغبتي ، بل هي رغبة كيبيرا . و لقد أخذت على نفسي عهدا بأن أنفذ وصيته .
إيلينا : إذن ، تريد أن تعوضني و ابني عن كل ما فقدناه ؟
بايرون : نعم .
إيلينا : إنك لو ملكتني الأرض كلها ما عوضتني عنها بقطرة دم أرقتها ظلما من كيبيرا . دع هذا كله لك ، و سيبقى معي دورين ؛ فهو ليس ابنك . ( تعرض عنه و تأخذ معها ابنها )
بايرون : إنني أستحق أكثر من ذلك . يا لتعاستي العظيمة .
راشيل : لقد حان الوقت لتفيق من غفوتك و أحلامك الزائفة يا بايرون .
بايرون : أنت على حق يا راشيل . ( يأمر فرسانه ) أيها الفرسان ، فلنحمل معا نعوش هؤلاء الرجال العظام . ( ما إن يحملونها و يمشون بعيدا حتى يصاب بايرون بالإعياء و يسقط أرضا ، فيسارع البقية إلى حمله )
( يضاء المسرح ، حيث يظهر بايرون مع أمه و زوجته و حاشيته و هم ينتظرون قدوم القائد كيبيرا لتهنئته على الانتصار على مملكة فيردن )
مالموريا : هنيئا لك يا ولدي بأخيك كيبيرا ؛ فلقد أرضاك و أرضانا بهذا لنصر .
بايرون : إنني فخور بهذا الرجل الشجاع الذي لم تنجب الإمبراطورية مثله.
مالموريا : ألن يأتي معه بيشاي و لافوروس ؟
بايرون ( مضطربا ) : إنهما في مهمة أخرى . ( يدخل الحاجب ) .
الحاجب : سيدي الإمبراطور ، لقد حضر القائد كيبيرا . ( بعد قليل يدخل كيبيرا فينهض بايرون لاستقباله )
بايرون : حييت أيها القائد الفذ كيبيرا . إنه لشرف كبير أن تدخل علي مكللا بالنصر و رافعا مجد الإمبراطورية عاليا .
كيبيرا : ما فعلت ذلك إلا لمصلحة الإمبراطورية .
بايرون : بوركتم على هذا النصر يا كيبيرا .
راشيل : أرأيت يا بايرون ؟ هؤلاء هم رجالك .
بايرون : صدقت ؛ فمن الصعب علي أن أرى رجالا مثل كيبيرا .
كيبيرا : هذا شرف كبير لي سيدي .
بايرون : حسنا يا كيبيرا ، أنت متعب بلا شك . اذهب لترى زوجتك و ولدك.
كيبيرا : إن أذن لي سيدي أن أسأل هذا السؤال قبل أن أذهب .
بايرون : سل يا كيبيرا .
كيبيرا : ألم تقل لي إنك سترسل بيشاي و لافوروس على رأس قوة الدعم يا سيدي ؟
بايرون : و ما المهم من ذلك يا كيبيرا ؟
كيبيرا : أقصد أنهما لم يأتيا إلي ، مما أثار دهشتي .
بايرون : لقد أرسلتهما في مهمة أخرى .
كيبيرا : من الغريب أن أعرف أنهما في هذه المهمة ؛ لأنك وعدتني بأن ترسلهما إلي .
بايرون : أعلم أنه قد فاتهما شرف الانتصار معك ، ولكنهما سيفعلان ذلك في المعارك القادمة .
كيبيرا : ما الذي حدث لهما يا سيدي ؟
بايرون : ما الذي تحاول أن تصل إليه يا كيبيرا ؟
كيبيرا : لقد علمت بما حل بهما .
بايرون : إذن ، فلقد علمت أنني ........
كيبيرا : نعم يا سيدي ، لقد عرفت أنك قتلتهما بسبب اتهامهما بالخيانة ، و لقد شعرت بصدمة قاسية لذلك . ( ينظر الجميع باستغراب إلى بايرون ، بينما لا يبالي بايرون بنظراتهم إليه )
مالموريا : لم أخفيت هذا الأمر عنا يا بني ؟
راشيل ( مترددة ) : أحقا قتلتهما يا بايرون ؟
بايرون : نعم . لقد تصرفت هذا التصرف لمصلحة الإمبراطورية ؛ فلقد حاولا الإيقاع بي إلا أنهما وقعا في حبائل أفعالهما، و إنني لست نادما على ما فعلته بهما .
كيبيرا : أقتلتهما بسبب تهمة باطلة ؟ إنني اعتدت أن أسمع أحاديثهما الحسنة عنك و عن وفائهما لك ، و لم أتصور بأنك ستبطش بهما .
بايرون ( غاضبا ) : كفى يا كيبيرا. لقد تطاولت في كلامك و اعلم أنني لو لم أصبر على ما قلته لي الآن لعاقبتك بقسوة .
كيبيرا : لماذا ؟ ألأنني قلت الصواب ؟
بايرون : إنني أحذرك يا كيبيرا من أن تفاتحني بهذا الأمر مرة أخرى . لقد غدرا بثقتي لهما فاستحقا الموت .
كيبيرا : إذن ، فلماذا لم تعتبرني خائنا مثلهما ؟
بايرون : لأنني أعرفك جيدا يا كيبيرا ؛ فأنت لست من ذلك المثل السيء من الرجال ، و حسبك أنك أخي و صديقي .
كيبيرا : حسنا ، أتأذن لي بالانصراف ؟
بايرون : كما تريد يا كيبيرا ، ولكن لا تنس أن تأتي إلي غدا ؛ لأنني أريدك في أمر هام ( يذهب كيبيرا ) سأعرف حقيقتك جيدا يا كيبيرا .
راشيل : هون على نفسك يا بايرون ؛ فكيبيرا ليس من الخونة و الأنذال .
بايرون : سنعرف هذا غدا يا راشيل .
( يطفأ المسرح قليلا ثم يضاء على قاعة العرش حيث يكون بايرون جالسا مع أمه و زوجته و الحاشية من حولهم . يدخل القائد كيبيرا )
كيبيرا : أسعدت صباحا يا سيدي الإمبراطور .
بايرون : لقد جئت في وقتك المناسب يا كيبيرا .
كيبيرا : إنني مستعد لتنفيذ ما تأمرني به في الحال .
بايرون : لهذا أريدك لمهمة أخرى يا كيبيرا .
كيبيرا : و ما هي يا سيدي الإمبراطور؟
رديارد: سأذهب أنا و أنت على رأس جيش كبير إلى مدينة نوتار .
كيبيرا : و ما الهدف من ذلك يا سيدي ؟
بايرون : ما هذا السؤال السخيف ؟ بالطبع أريد سحقها و قتل من فيها ؛ فهم أعداء و يجب أن نقضي عليهم . ( يبدو عدم الرضا على كيبيرا ) ما بك ؟
كيبيرا : لا شيء يا سيدي .
بايرون : أهي مهمة صعبة ؟ لا تقلق ؛ إنها من أيسر المهمات على الإطلاق .
كيبيرا : أعرف ذلك ، ولكن .........
بايرون : ولكن ماذا ؟
كيبيرا : ولكن الذين يسكنونها أبرياء عزل .
بايرون ( بحدة ) : لا يهمني ذلك .
كيبيرا : سيدي ، إن أهلها فلاحون طيبون و بسطاء ، و لا وجود لمقاتل واحد فيها .
بايرون : هل لك أن تثبت لي ذلك ؟
كيبيرا : نعم يا سيدي ؛ فلقد ذهبت مرة إلى هناك ووجدت أهلها أكرم الناس أخلاقا .
بايرون : ذلك لا يهمني ؛ لأنها إحدى مدن أعدائنا . فلتكن مستعدا لمهمتك يا كيبيرا .
كيبيرا : أرجو أن تعفيني منها يا سيدي .
بايرون : ماذا قلت ؟
كيبيرا : كما قلت الآن يا سيدي. لن أشارك في قتل الضعفاء هناك بغير حق .
رديارد: ذلك ما تقوله لي الآن يا كيبيرا . ألم تقتل في إحدى معاركنا امرأة من العدو ؟ ( يتألم كيبيرا لهذا الأمر )
كيبيرا : بلى ، لقد فعلت ذلك .
بايرون : و الآن لماذا ترفض الذهاب معي إلى القتال ؟
كيبيرا : لأنني أقسمت بعد تلك الحادثة ألا أمس الضعفاء بأذى .
بايرون : أتعني أنك لن تذهب ؟
كيبيرا : هو ما أقول .
بايرون : إنك لم تلتفت إلى ما كان يقوم به جنود العدو عندما كانوا يغيرون على مدن وحصون تابعة لنا ويقتلون من فيها دون رحمة .
كيبيرا : إنني أسمع عن أعمالهم تلك إلا أنني لا أريد في المقابل أن أحرمهم من زوجاتهم و أبنائهم .
بايرون : لن تؤثر بي مبادؤك ؛ لأنني قد عزمت على هذا الأمر و سأقوم به .
كيبيرا : إذن ، فقم بهذا الأمر وحدك و لا تجعلني شريكا لك في هذه الجريمة .
بايرون ( غاضبا ) : أتخالف أمري؟
كيبيرا : نعم .
بايرون : و ماذا عن قسمك الذي قطعته على نفسك بأن تكون مخلصا لي؟ هل ضاعت قيمته ؟
كيبيرا : إنني أعرف قسمي هذا ، ولكنني لن أجعله مبررا لأقتل به من لا ذنب لهم .
بايرون ( بحدة و غضب ) : ستذهب معي رغما عنك ؛ لأنني آمرك بهذا .
كيبيرا : لن أفعل .
بايرون : أيها الخائن الجبان ، ستموت على هذا .
كيبيرا : اقتلني بسيفك إذن ؛ فهذا خير لي من أن أصبح ظالما متعطشا لسفك الدماء .
بايرون ( صارخا ) : كيبيرا ، يجب عليك أن تطيعني في أمري هذا .
كيبيرا : أطيعك ؟ كلا ، بل سأخبرك بأنك أصبحت أنانيا يا بايرون . لقد صنعت مجدك كله على أكتافنا و لم تلتفت إلى ما قدمناه لك . ولقد ذهب بيشاي و لافوروس ضحيتان لأطماعك الرخيصة .
بايرون : كيف تجرؤ أيها .........
كيبيرا : إنك لن تخيفني بتهديدك مطلقا ، ولكنني في الوقت نفسه لا أحب لك أن تصبح من الظالمين.( يسكت بايرون هنيهة ، ثم يتقدم من كيبيرا و معالم الحزن على وجهه )
بايرون : أهكذا تفعل بصداقتي يا كيبيرا ؟ ألسنا أخوين حبيبين ؟ ألم نتعاهد على أن نكون معا في السراء و الضراء ؟
كيبيرا : بلى إنني أحبك و سأفديك بدمي ، ولكن عهدي لك لن يكون لظلم الآخرين . ( ما إن يجيب كيبيرا حتى يغضب بايرون ثانية )
بايرون : يكفي هذا التمرد يا كيبيرا ، يجب أن تطيعني و تذهب معي .
كيبيرا : إنني لست متمردا و إنما أنا حريص على أن تكون شريفا ، حتى في حربك .
بايرون : ستندم على ذلك .
كيبيرا : لن أشعر بأي ندم و سأخرج الآن. ( يهم كيبيرا بالخروج )
بايرون ( صارخا بغضب ) : إلى أين يا كيبيرا ؟ عد إلى هنا .
كيبيرا : سأرحل يا بايرون ، و لن أبقى هنا لحظة واحدة .
بايرون : إلى أين أنت ذاهب ؟
كيبيرا : إنني ذاهب إلى مدينة نوتار لأدافع عنها ضد ظلمك .
بايرون : إذن ستقاتل ضدي يا كيبيرا ؟
كيبيرا : بل سأقاتل ضد البغي و العدوان حتى و لو كنت وحدي . و أقسم أنني إن رأيتك هناك لأقتلنك .
بايرون ( بغضب مجنون ) : أبلغت بك الجرأة لتقول لي هذا ؟
كيبيرا : نعم . و الآن أودعك و أرجو أن ألتقيك في ميدان القتال. ( يمشي كيبيرا مبتعدا عنه ، عندئذ يفقد بايرون صوابه فيتناول رمحا من أحد الحراس )
بايرون : عد إلى هنا يا كيبيرا ( لا يلتفت إليه كيبيرا ، فيصرخ بأعلى صوته) لا تذهب يا كيبيرا..... ( يقذف بايرون بالرمح نحو كيبيرا فيصيبه في ظهره و ينفذ من صدره . يحس كيبيرا بحرارة الطعنة فيتحامل على نفسه و يسير بصعوبة إلى بايرون . في هذه اللحظة يعود بايرون إلى رشده ، فيسارع إلى كيبيرا الذي يجثو على و الدماء تسيل منه بغزارة . يحتضنه بايرون و هو يبكي )
كيبيرا ( متألما و حزينا ) : فيم البكاء يا بايرون ؟ لقد فعلتها يا أخي .
بايرون ( باكيا ) : ما هذا الذي فعلته ؟ أحقا أصبتك يا كيبيرا ؟
كيبيرا : لا عليك يا أخي .
( يجتمع حولهما الحاضرون و قد علا البكاء على وجوه بعضهم ) .
راشيل ( باكية بألم ) : يا لسوء ما فعلته يا بايرون ؛ لقد قتلت من أحببتهم جميعا . ( تخرج )
مالموريا ( معاتبة بحزن ) :أهكذا تفعل يا بني؟ ألم تفكر فيما سيحصل لزوجته و ابنه ؟
بايرون : بئس ما فعلته يا أمي . يا لقبح ما صنعته. ( يعانق كيبيرا) لا تمت يا كيبيرا ، لا تمت يا أخي .
كيبيرا : كفكف دموعك يا بايرون . ألا تذكر أيام الطفولة الرائعة عندما كنا معا ؟ إنني أحس أن دمي هو دمك . ( يغمس يده في دمه ثم يضم يد بايرون إليها ) لا تنسني يا بايرون ، و لا تنس بيشاي و لافوروس .
بايرون : لن أنساكم أبدا يا أحبابي . إن التقيتهما فقل لهما أن يصفحا عني . أرجوك افعل ذلك لأجلي يا كيبيرا .
كيبيرا : لك ذلك يا بايرون ، ولكنني أودعك الآن أمانة في عنقك ، فلا تفرط بها من أجلي .
بايرون : قل لي ما هي ـ فداك روحي ـ ؟
كيبيرا : زوجتي إيلينا و ولدي دورين ، إنني أدعهما تحت رعايتك ، فاعتن بهما ، و كن أبا حانيا على دورين و امنحه عطفك و رعايتك ، ولكن لا تذكره بي لئلا يحس بمرارة الألم و لئلا يكرهك إن علم أنك قاتل أبيه . إنني أثق بك يا بايرون .
بايرون : كما تريد يا كيبيرا .
كيبيرا : ثمة شيء آخر أوصيك به: كن نبيلا و عد إلى صورتك البيضاء الأولى ، و لا تدع الظنون تفسد صلتك بمن أحببت.( يشارف على الموت ) آه ..... ما أصعب الفراق يا بايرون ! لقد ألحقتني لأرى صديقي الحبيبين( يسند رأسه على كتف بايرون .عندئذ يدرك بايرون أنه قد مات )
بايرون ( صارخا ) : لا ، لا يا كيبيرا ، لا تمت ؛ إنني بحاجة إليك . هيا انهض أيها البطل ؛ فأنت نائم ( ينهار باكيا فوق جثمان كيبيرا . بعد ذلك يستل سيفه ) و الآن لن أعيش لحظة واحدة بعدكم يا أصحابي الأعزاء . ( يحاول قتل نفسه فيمنعه الحاضرون من ذلك .يصرخ بهم ) اتركوني ، عليكم اللعنة . بيشاي .........لافوروس ..كيبيرا....سألحق بكم عما قريب .
( يطفأ المسرح ثم يضاء بعد قليل ، حيث يظهر بايرون و أمه و زوجته و زوجة كيبيرا إيلينا و ابنه دورين مع جماعة من الحاضرين و هم يرتدون ثياب الحداد و يقفون صامتين أمام نعوش أصحاب بايرون . يغلب طابع الحزن و البكاء في بعض الأحيان على عدد من الحاضرين . يتقدم بايرون ليودع أصحابه )
بايرون : ماذا أقول لكم أيها الأصحاب الأوفياء ؟ إنني عاجز عن قول أية كلمة رثاء أودعكم بها. لقد قتلتكم أيها الشجعان ظلما و عدوانا ، و إن الحزن عليكم الآن ليمزق قلبي ؛ لأن الإمبراطورية بأسرها قد فقدتكم ، فيا للخسارة التي نالتنا جميعا . أصحابي و أحبابي ، أعلم أنكم الآن لا تسمعونني ؛ لأنكم انتقلتم إلى عالم أفضل . بحق الصداقة الحميمة التي بيننا ، أرجوكم أن تسامحوني . ( يلتفت بايرون إلى إيلينا و ابنها دورين ) لا أدري ماذا أقول لك يا إيلينا.( تنظر إليه نظرة ساخطة و الدموع تهمي من عينيها )
إيلينا : ماذا ستقول لي الآن ؟ ألا يكفي أنك قد حرمتني و ابني من زوجي الذي أحب ؟
بايرون ( بحزن ) : أدرك أنني مخطىء .
إيلينا : نعم ، أنت بالفعل مخطىء ؛ فلقد قتلت كيبيرا و كأنك تجهل أن له زوجة و ابنا . إنك لا تعلم كم أحرقت فؤادي عليه و كم سيقاسيه ابني حين يوقن بأنه لن يرى أباه بعد اليوم .
بايرون : إيلينا ........
إيلينا : ماذا لديك الآن لتقول لي ؟
بايرون : لقد كان كيبيرا أخي في الرضاعة و صديقي ، و إنني نادم على ما فعلته أشد الندم ، و سأكفر عن إثمي هذا .
إيلينا : تكفر عن خطيئتك ؟ و بماذا ؟
بايرون : ستعيشين عندي معززة مكرمة و سيكون دورين كابن لي ، و إن لم يكن كذلك فهو ابن أخي ، و سأعمل على أن أحقق لك ما يرضيك .
إيلينا : لست بحاجة إليك .
بايرون : إنها ليست رغبتي ، بل هي رغبة كيبيرا . و لقد أخذت على نفسي عهدا بأن أنفذ وصيته .
إيلينا : إذن ، تريد أن تعوضني و ابني عن كل ما فقدناه ؟
بايرون : نعم .
إيلينا : إنك لو ملكتني الأرض كلها ما عوضتني عنها بقطرة دم أرقتها ظلما من كيبيرا . دع هذا كله لك ، و سيبقى معي دورين ؛ فهو ليس ابنك . ( تعرض عنه و تأخذ معها ابنها )
بايرون : إنني أستحق أكثر من ذلك . يا لتعاستي العظيمة .
راشيل : لقد حان الوقت لتفيق من غفوتك و أحلامك الزائفة يا بايرون .
بايرون : أنت على حق يا راشيل . ( يأمر فرسانه ) أيها الفرسان ، فلنحمل معا نعوش هؤلاء الرجال العظام . ( ما إن يحملونها و يمشون بعيدا حتى يصاب بايرون بالإعياء و يسقط أرضا ، فيسارع البقية إلى حمله )
[center]( انتهى المشهد السادس )
[/center]
الجمعة فبراير 01, 2013 5:35 am من طرف الساهر
» نصيحة لي ولكم ولكل فتاة
السبت يناير 14, 2012 9:29 pm من طرف جريحة غزة
» هيك الفلسطينيه
الخميس يناير 12, 2012 5:17 am من طرف marah
» لا تحزن يا قلبي
الخميس يناير 12, 2012 5:09 am من طرف marah
» كلام حزين من قلب مجروح
الخميس يناير 12, 2012 4:59 am من طرف marah
» كلمات روعة جداً
الثلاثاء يناير 10, 2012 11:08 pm من طرف جريحة غزة
» جلســت اعـدُ ذنوبــي !
الثلاثاء يناير 10, 2012 3:20 am من طرف جريحة غزة
» إرحَل بعيدا وَ حسبْ
الثلاثاء يناير 10, 2012 3:13 am من طرف جريحة غزة
» اعمدة الحب السبعه
الأحد يناير 08, 2012 4:02 am من طرف جريحة غزة