النمل يحكم البلاد

النمل يحكم البلاد..

على أجمل بقعة من تلك البلاد..كان يقطن ملك الزاد،،
يملك جنة لا تأكلها النيران ولا يحصدها ألف حصّاد،،
يمشي فيها –تارات- يتفقد أحوال الرعية ويمسح بيده رؤوس الأولاد،،
ويراقب -تارات- عن بُعد أحوال العباد،،
فكان ملكآ يستحق مُلك البلاد –والمُلك لله الوحّاد-

يجاوره بيوتآ متواضعآ لا ينسى ابدآ مشاورتهم ومحاورتهم و الأخذ برأيهم،،
فكانوا متكاتفين متحدين كالبنيان يشد بعضهم بعضآ
يتزاورون ويتسامرون.. ما من مُنــغِّــص عليهم ولا حدود تمنعهم ولا قوانين تبعدهم عن بعضهم..هذه كانت السياسات

فكانوا في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى،،
وإذا ما أصابهم ضعف أو هَون استنفروا وفزّوا هرعين للنجدة والمساعدة،
هذا هو حالهم ،، وهذه هي قضيتهم،،

إلى أن اسيتقظ هذا الملك من غفوته يُناظر جنته الزيتونية الخضراء
وإذا بهـ .......
يلمح بعضآ من هذه الأشجار بدأت أرواقها تميل للاصفرار..
هرع مسرعآ ليرى ما بال الأشجار..
فلم يرَ سببآ لاصفرارها..
ناشد جيرانه وأطلعهم على الخبر..شاورهمـ
ووصلوا إلى الحل –المبدئي- دون نزاع أو ضجر،،
وهـــــــــــــــو....
أن يأتوا بمزارع صاحب خبرة طويلة ويعرف التعامل مع المشكلة بكل حكمة وحذر..
وما لبث هذا المزارع بعمله وخبرته ألا يعرف السبب الذي قضى على جميع الأشجار ،،
بتوانيه وعدم إعطاء الملك " الخبر الصافي " حتى يتخذ القرار

مـــــــــــــاتت أشجار الزيتون المحيطة بجنة ملك الخير و الزاد..!

حزن الملك واعتكف ببيته فترة قصيرة يفكر ويفكر علّه يصل لسبب يحمي ما تبقـّــى من جنته لكي لا يصلها الخراب

وكان هذا حلـّـــهـ ...
جمع أبناؤه -بعدما يأس من جيرانه- وطلب منهم أن ينتشروا في جنة الزاد
لعلّهم يصلون لسبب الخراب

فانتشروا كفراش يحطون على كل شجرة يتفحّصوها وإذا......


وجدوا قرية تحت كل شجرة يدخلها أسراب من النمل لا يعلمون من أين أو كيف أتت هذه الأعداد الهائلة
فاستنكروا الأمر..واستغربوا الوضع..
فعادوا مسرعين يحملون الخبر لملك الزاد..


همّ الملك لجيرانه (!)
يشاورهم بالأمر ويناشدهم كيف استوطنت هذه الأسراب الكبيرة وبنت قرىً كثيرة دونما أن نشعر بهـــــا
علهم يساعدونه في القضاء على هذه الأسراب قبل أن تتفشى في الجنة بأكملها..

اتفقوا الا يقتلوا النمل بل يجدوا له مخرجآ من جنة ملك الزاد

حمل الملك ذلكـ المخرج برأسه واتجه إلى جنته..
ليجد أن النمل قد تفشى في المكان وان ذلك المخرج لم يكن الحل السديد والقرار السليم..
نادى على أبنائه ليطردوا النمل بكل ما أعطاهم الله من عِدّة وعتاد..
طردوا ما طردوا ولكن سرعة انتشار النمل كانت أسرع بكثير من عِدّتهم
وعتادهم فجيرانه يقفون مكتوفي الأيدي ينظرون إليهم وهم يجاهدون بكل مستطاعهم..

نفذت العِدة..واستوطن النمل الجنة وأكل ما فيها من خير وزاد..!

إلى أن أتى للملك خبرآ من جيرانه أن يعدو أبناءه في كل بيت منهم واحد..
إلى أن يجدوا حلآ نهائيآ للخلاص من النمل،

تفرق الأبناء وبقي الملك وحده يصارع الهمّ و الحسرة ليرى بأم عينه النمل وهو يحاصره من جميع الجهات..
فيسكن وحيدآ -ما من مُواسِ له- لا سقف يحميه ولا جدران تأويه،،
تهذّم قصره..

مضت الشهور..وحان وقت السحور،، (!!!!!)


وأهل غزة يعانون الحصار و الفقر و البطالة
يفرشون الذكرى افطارآ لهم
ويشعلون شموع القهر في العلب المعدنية بدلآ من الفوانيس الرمضانية
وتُدق طبول السحور بأيدي أطفال غزة الجياع
بانتظار يوم أخر من أيام رمضان لعلّ وعسى تفتح أبواب الرحمة أمامهم
ها هو العيد قادم،،
وأطفال شهداء غزة سيقضون العيد بجوار أضرحة آبائهم ..


ولم يعد أبناء ملك الزاد إلى جنتهم
فسيبقى بانتظارهم على أمل أن تعود الحياة كما كانت عليه
وأسراب النمل وقراهم تتزايد
والجيران على حالهم

(( لو لم يتدخل الجيران من البداية ،، لكان ملك الزاد وجنته بألف خير ))


يُقدّر عدد المسلمين في العالم بحوالي مليار ونصف نسمة ،
وهي قوة بشرية عظيمة لأمة وصفها الحق سبحانه بالخيرية في قوله تبارك وتعالى:
{ كنتم خير أمة أخرجت للناس }

فما هو مكمون الخير المخزون لديكم يا مسلمين العالم لأطفال غزة الذين يناظرون العيد بأعين دامعة؟!!


حُرّمت عليكم حشاتكم يا عرب وإخوانكم جيعان

وااامعتصمااااااه (!!!)